تواجه صناعة الجلديات في سوريا تحديات كبيرة، أبرزها تقصير حكومة النظام السوري في دعم هذه الصناعة وارتفاع الأسعار ونقص الخبرات التي هاجرت إلى تركيا وجعلت من المنتج التركي منافساً للسوري.
وقال رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الأحذية والجلديات، نضال السحيل، اليوم الثلاثاء:"الاهتمام الحكومي خجول في صناعة دباغة الجلود وهناك معاناة من قلة الدعم وغياب الخطط الحكومية بدءاً من إنشاء المناطق الصناعية والحرفية على أطراف المدن وصولاً إلى ارتفاع أسعار الطاقة والضرائب المفروضة على الحرفيين".
وأكد أن هذا التقصير ساهم في ارتفاع أسعار المنتجات السورية وأخرجها من دائرة المنافسة وخاصةً في دول الجوار والتي كانت تعتمد على المنتج السوري.
أسعار مرتفعة جداً
وأوضح السحيل لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أن أسعار المنتجات الجلدية في سوريا تعتبر مرتفعة، عازياً ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية وقلة توافرها بالكميات المطلوبة إلى جانب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وعدم توفر الكهرباء.
ويصل سعر المعطف المصنوع من الجلد في الأسواق السورية إلى المليون ونصف المليون ليرة، في حين يبدأ من 800 ألف، ويتراوح سعر الحذاء بين 300 و 500 ألف ليرة، أي ما يعادل راتب موظف لدى النظام.
صعوبات هذه الصناعة لا تنتهي
من أبرز المشكلات التي يعاني منها هذا القطاع هي عدم توفر المواد الأولية مثل الجلود المحلية التي انخفضت كمياتها، وذلك بسبب انخفاض أعداد الثروة الحيوانية وعمليات تصدير الأغنام وتهريبها خارج القطر.
ويضاف إلى ذلك قلة معظم المواد الأولية المستوردة وارتفاع أسعارها بسبب إجراءات التمويل عبر المنصة، وعدم استقرار سعر الصرف، بحسب "السحيل".
واعتبر أن هجرة اليد العاملة الماهرة والتي اتجهت في معظمها إلى تركيا أسهمت في تقدم صناعة الأحذية والجلديات في تركيا بشكل كبير ما جعل المنتج التركي منافساً قوياً للمنتج السوري سواء في السعر أو في الجودة.
جُلّ الدباغات متوقفة عن العمل
أشار "السحيل" إلى أن عدد الدباغات في مدينة عدرا الصناعية يتراوح بين 120 و130 منشأة، وعدد العامل منها لا يتجاوز 20 دباغة أما الباقي فمتوقف عن العمل.
التصدير لم يتوقف
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار في السوق المحلية، إلا أن النظام السوري لم يتوقف عن تصدير بعض مما يتم إنتاجه من هذه الصناعة.
وقال "السحيل" إن التصدير يتم للعراق والخليج العربي وبعض الدول الإفريقية لكن بكميات قليلة بسبب ارتفاع أسعار منتجات الصناعة الجلدية في سوريا.
ويعيق التصدير وجود بضائع منافسة بالسعر والجودة ما جعل المنتج السوري غير قادر على المنافسة مع منتجات دول أخرى ليس لديها مشكلات اقتصادية مثل تركيا ومصر.
وليس فقط صناعة الجلود، فالانهيار الاقتصادي في سوريا أثّر على كافة مفاصل الحياة، وأمس خرج مسؤول في النظام، ليؤكد أن سوريا تعيش على بحر من الطاقة ورغم ذلك تعيش بلا كهرباء، محمّلاً "الحكومة" مسؤولية ما يحصل، وقبله أكد آخر هشاشة قطاع الاتصالات وإهمال الجهات المعنية له.
وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن النظام السوري لا يحرّك ساكناً، ويرمي بمسؤولية ما يحصل على العقوبات المفروضة عليه، متناسياً الحرب التي شنها على السوريين وأوصلت البلاد إلى الانهيار الذي هي عليه الآن.